31 يوليو 2008

أتْرُكني ( في عتمتكن ) و أرحل

لنقل أنّها مدونة ٌ شخصية ..

و لكنّها ..

محاولة جادة للظهور بشكل جميل

.
.

أنتهيت من إفراز ديواني الذي اسميته ( أتركني " في عتمتكن " و أرحل )

و أنتظر بفارغ الصبر ظهوره إلكترونيا

26 يوليو 2008


الحزن = تحطيم ُ الأشياء الجميلة
الشاعر ( جواد جميل ) حسن الـسنيد
شاعر معاصر ولد عام 1373 هـ في سوق الشيوخ بالعراق
لم يتعدّى ركنه ُ الذي شجب َ به رأس لغته ِ ففجّر الدم ّ دمعا ً في وجنتيه ِ و هطلت ْ الكلمات و المعاني معلنة ً وفاءها للحزن ِ المتاخم ِ قلبه .. لم يتعدّاه لأنهُ المحور ُ الذي مضى عليه دائما و أبدا ً .. ركنه ( الحياة )

هو الشاعر الذي لا يقبل ُ القسمة على اثنين و لا على عشرة ٍ فهو واحد ٌ يكتب ُ عن نفسهِ كما يحب دون النظر ِ للآخر تماما ً .. و تجده دائما ما يندمج ُ في كتابته ِ مع اللفظة ِ فتكون هو َ .. تُحس ُّ بألمه و تقتنع ُ بالمعاني حتى لو كانت مستحيلة كما لو أنّها ستتحقق بعد قليل ٍ ثم ما يفاجئك بهلاكها ..
الذي اكتشفته ُ البارحة و أنا مشغول ٌ بالقراءة ِ له ُ , أنه يجعل من الحزن متعة ً كمن يحطّم دمى الأطفال فتبكي , تذكرني بقصّة النبي نوح عليه السلام حين كان يبيع الفخّار فأنزل الله له ملكا ً يشتري من عنده الأواني و يحطّمها مباشرة أمامه .. حتى نفذ صبر نوح عليه السلام و قال له ُ .. ما تفعل في الخزف ِ أنا أصنعه ُ و أنت تحطّمه فقال : فكيف أنت لم تنظر إلى الله حين دعوت على عباده الذين خلقهم ..
لست في محاضرة ٍ دينية ٍ أبدا ً .. و لكن ْ أنا في مرحلة الكتابة ِ بحق ْ .. يستنفذ ُ طاقتي فعله بالكلمات الجميلة التي يعاملها بقسوة ٍ ليخبر القارئ حجم الحزن الذي يختمره ُ و هي رغبة ٌ عارمة صادقة .. و لنبدأ :يقول في ديوانه ( الحسين لغة ثانية ) قصيدته في البداية :
وَجهي ووجهُكَ شيءٌ واحدٌ ولنا***ظلُّ فَمَن أنتَ، هل أنتَ الذي قُتِلا؟
بالأمسِ أَغلَقَني يأسي، وغادرني *** لوني، فهلْ جئتَ ضوءً تفتحُ الأملا؟
تركتُ قلبيَ عندَ النهرِ نورسةً *** ظمأى تشظّى لَدَيها الماءُ واشتعلا
خطوي يطاردُ صحرائي، وقد تعبت***أشلاؤُهُ وانتهى المسرى وما وصلا
نلاحظ هنا كيف َ ( النورسة ) واجهها بالظمأ و أجبرها في الإشتعال و كيف أن الخطو الذي يطارد الصحراء يحطّمه بعدم الوصول ..
و هنا أيضا ً عندما يتحدّث في رؤاه :
أرادَ أن يقولْ
شيئاً عن الخصبِ،
فصلَّت وردةٌ.. موبوءةٌ،
واستغفرت آلهة الذبولْ!
الوردة في مقابل الصفة ِ الموبوءة رغم أن الوردة تحمل التداعيات الجميلة في تصوّر القارئ .. و هنا أيضا ً في المشاهد يقول :
في وجهِهِ يمتدُّ صمتُ السماءْ***وتنبضُ الأنجمُ في رِمشهِ
ما زالَ يسقي الغيمَ ورداً وماءْ***وتطلعُ الأغصانُ من نعشهِ!

و
وقلتَ: المرايا صحارى من الوهمِ،
فانتحرتْ في يديهِ المرايا
الصورة الجمالية التي بعث الحزن من خلالها هو خروج الأغصان من النعش ِ , و صورة الأغصان بحدّ ذاتها لها تداعيات جميلة ُ التصوّر و لكن بخروجها من النعش حطّم جمالها مثلما يحطّم أب دمية طفل ٍ فتبعث ُ على الحزن لا أكثر .. و في المقطع الآخر نجده يشبه المرايا بالصحارى في استعارة ٍ تحطّم جمال المرايا ..و أخيرا لنرى في فصل الأبعاد ( تجليات الحر ابن يزيد الرياحي ) :
فاعبري بركةَ الخطيِئةِ يا روحي***ومسّي ظلالَهُ يا أناملْ
أنا حاصرتُهُ زرعتُ الصحارى***بالمساميرِ، بالمُدى، بالسلاسلْ
أنا حاصرتُ في يديهِ السواقي***والينابيعَ، واعتصرتُ السواحلْ
كانَ يبكي فينطوي الخصبُ في***الدمعِ وأبكي معَ الذبولِ القاحلْ
أنا بعضي يحاولُ الموتَ، والآخرُ***يطوي غموضَهُ، ويحاولْ
كلَّما لمّني احتضارٌ تمزّقتُ***على خنجرِ احتضار قاتلْ!
في هذا المقطع توجد بعض الألفاظ التي تعارفنا على مولدها الجميل نراها تنقع ُ في ظل ّ مطرقة الإستعارات التي تمزّقها فمثلا ( بركة = خطيئة , زرعت الصحارى = المسامير ) ..
تحدّثت فقط عن اكتشافي البسيط الذي يتعامل معه ُ الشاعر في حزنه ِ و طريقة الكتابة المؤلمة ِ لديه .. و إلا فإن الشاعر يكتب في أكثر ِ من الحزن أيضا ً ..
و هنا بعض نصوصه لتعانقوا الجمال و اللذة َ فيه

24 يوليو 2008



حدّ الإنعتاق و أكثر


( إذا ً لا تسمعي وقع الفوارس ِ كلما شَرّدت ُ في ّ الانطلاق ْمهاجرا ً تُربي الـ يغادرني إلى أقصى المدينة ْو الرضا ..أني بدأت بكل ّ آثاري القديمةِ خطوة المستقبل ِ المفتوحِِ حد الإنعتاق ْ)

سهل ٌ علينا أن نمررَ واقع َ الموتى لنامن غير أن نحصي الفراق

ْمن غير أن نبقى شتاء ًقارصا ً .. و ملامحا ً شرقية ً .. و ممزقين نلوذ فيهِ بقشة ٍ .. و الدفء ُ يدخل روحنا من غير باب ٍ إن للموتى حكايا لا تطاق ْ

عجبا ً ..فكيف تموت في ثغر القوارير ِ الشفاه الظامئات

وكيف تذبل حرقةُُ المشتاق ِ في صدر الصحارى و المسافة ِ و السقاةِ

ولم يعد سرب الحمائم ِ مذ مضى ..ونوافذ الأيام ِ تصفقِ ظفرتيها باشتياق ْ

وهنا الجنائز ُ بعد أن فات الأوانُ تسير ُ كي تقضي الصلاة بقبرها أعيا بها حرف المكان ِ .. فلا مكان يضمها ..

وهناك ضوء ٌ في الطريق ِ يشدني نحوي ..ونحو رجولتي ..إني أخاف الموت .. إني لا أخاف الموت ..يا وِرْد َ الهوى ..عيناي َ يا أقصى المدينة ِ كلما افترق َ الصدى عن صوتي المبحوح ِ في نظري التلاق ْ

عيناي َ ..

توسعني من الريح ِ التي صمدت أمام الغيم ِ وانفجرت ْبأوراق الطلاق

لو كنت ُ ( حين توَدّعت ْ أسبابنا ) حين َ التقينا .. عاشقا ً ..

لو كنت حين تعلقت ْ آمالنا بالغير ِ واثقا

ًلو كنت أسطيع النجاة َ من المحبة لاستطعت ُ .. ولاستمرّ المهد ُ يكبر ُ في يدي ْ

ها تلك َ في قلبي النبضة ُ الأولى تعيش ُ ها هنا بين الجفون مسيرة ٌ أخرى تعيش ُها أنا .. ما زلت ُ أقترف الخطايا منذ أن كنا معا ًحبلين ِ ينعقدان نحو المشنقة ْ

حرفين ِ يسترقان ِ قافية َ الفراق ِ ليعقدا نهرا ً من التوديع ِ محموم العناق

لابد ّ للموتى وأن يتأقلموا والموت ْ..لابد ّ لي من أن أكون َ مرجحا ً أن المقابر َ أصبحت طبقية ً ..

مشغولة ً بصدى الرياح على مدار الصوت

لابد ّ لي أن أعترف ْ


هذا احتراق ْ...

19 يوليو 2008

ذاكرة الأمكنة

ذاكرة الأمكنة

انتظرك ِ في محطة ِ التبغ ِ كي ننتعش بقليل ٍ من الشفط ِ المهدّد ِ بالانقطاع في لحظة ِ عبث الريح ِ بأوقاتنا المملّة و الصاخبة بالصمت و التغيير في التلفاز و النظر ِ لبعضنا كاحتياطي ِّ فريق ٍ مهزوم ٍ في مباراة نهائية .

أنتظرك ِ هناك على أن تأتي بغير فستانك ِ الأزرق لأنه ُ يذكرني باللحظات العفوية ِ للقبل ِ التي أدركنا لاحقا ً أنّها لا تملئنا تماما ً و أن ثمّة شيء ٌ تستنزفه ُ المعارك ُ الصغيرة ُ دونما أن نحتَل ّ مدينة ً أو نحظى بذخائر ْ .

أنتظرك َ ..
و لكن هذه المرّة أتمنى أن تدعي موبايلك ِ مفتوحا ً لأنني أكره الوقوف كثيرا و انتظارك ِ دون أن أتأكّد من ركوبك الحافلة و نزولك ِ في أقرب دكّان ورد ٍ أو اختفاءك في الزحام و ضياعك ِ مثل َ طفلة ٍ في الطرقات فأنت أخبرتني كثيرا عن ذاكرة الأمكنة البائسة ِ لديك ..

دعيه مفتوحا ً كي لا أتفاجأ كثيرا بذوقك ِ الذي لا يتغيّر و صفاتك المميّزة التي تعجبني و تحبين تكرارها .. كأن تقفلي موبايلك ِ .

أنتظرك ِ و أنفثني دخانا ً في كلّ لحظة ٍ بائسة ٍ تعبر ُ بنفس الوجوه التي مرّت قبلها ..
حجاب ٌ و برقع ٌ و بعض أصابع َ مطليّة ٌ بأصباغ ِ جونسون , و حذاء تعرّق لعدم ِ وجود جورب ٍ بمقاسه ِ و نقاط ُ رغبة ٍ بسيطة ٍ جدا مع الوقت ِ ترحل ..

أنتظرك ِ أنا ..
الساعة السابعة الآن ..
الساعة الثامنة ُ بعد قليل ْ ..

أووه .. كالعادة ِ تماما ً ..
- أهلا سيدتي الضائعة ..
- أنا ضعت ُّ يا ( علي ) .. لا أستطيع العودة َ و لا الخروج ..
لا ينفع ُ أن تدلّني على سيجارتك َ الآن ..
- هههه .. يا جبانة ..
- ( علي ) أبحث عن طريق الجنّة .. هل تعرفه ُ ؟؟!!
- لا .. و لكن أعرف ُ أنّه سيكون أقرب حين تطفئين موبايلك ْ
- كفّ عن المزاح .. أين طريق الجنّة ؟
- أنظري للأعلى قليلا ً .. هل ترين َ ظلمة ً .؟؟
- نعم تماما ً ..
- حددي دائرة ً و احفري بكلّ قوّتك ِ أنا في الأعلى مباشرةً

18 يوليو 2008

بين البيوت جدار

بين البيوت جدار ْ
فوق الجدار يطل ّ منفى الهاربين من الحصار ْ
يطل ّ على يديه حمامتين ِ
و زهرتين ِ
و نظرتين ِ
كأن ْ تلَفتنا و لم نجد ِ الرقيبَ أمامنا
فتصافحت أقلامنا
قلتي :
تمرّ على الحديقة ِكل يوم ٍ مرّتين ٍ ..
مرة ً عند الظهيرة ِ
مرّة ً تجد ُ المسافة قد تطول و أنت تعشق في الطريق ِ الإختصارْ
قلتُ المسافة َ بيننا
حلم ٌ صغير ٌ
مثل فرخ ِ حمامة ٍ ينأى بزاوية ٍ
ومثل َ فراشة ٍ ركضت على الدرج ِ المؤدّي للزهور
و ليس في الأعلى زهور ٌ
لا تقولي قد مررت ُ و أخبريني لِم ْ أمرُّ على الديار ْ ؟؟!!
بين البيوت جدار ْ
فوق الجدار نخال ُ إزميلا ً و مطرقة ً
نخال أغنية ً تحاول أن تقول لنا القرار ْ
قلتي : كأنْ لا شأن لي في الأمر ِ
لا ترحل ْ ..
و قلت ُ أخاف في ّ الإنكسار ْ
قلتي : أتعرف ُ كيف نموت ُ ..
وكيف تعرف ُ أنني إنسية ً ؟؟!!
كيف النهاية ُ لا تملّ الإنتظار ْ ؟؟!!
إني يضيّعني الطريق ُ ..
وكل يوم ٍ كنت ُأزرع ُ في الحديقة ِ وجهك َ الحافي ْ و أكتب ُ لن تمرّ اليوم َ لكن ..
لا تمرّ ..
يمرّ طيفك في سبيل الإعتذارْ
يا أنت َ ..
ليس هناك داع ٍ للمجيء بلا يديك َ
تمرّ أكثر َ حينما لا تستفيق بك َ الحديقة ُُ
لا يراودك َ الجدار ْ
و أجبت ُ :
لست أنا الذي مرّ الظهيرة َ
بل .. شجيرتكم ْ ..
و ماء ُ النهر ِ
و المجنون ُ و المشغول ُ في قطف الفواكهِ و الخضار ْ
بل كل ّ من عبروا بيومي ْ ثم ّ عادوا
مثلما عاد النهار ْ
يا أنت ِ ..
بي قلق ُ الثقوب فأين أنتي َ ..
أفتحي الشبّاك َ لي ..
بين البيوت جدار ْ
بين البيوت جدار
بين البيوت جدار ْ
الفقدُ نفسه ُ غير َ أنّي قد رسمتك ِ في يديّ خريطة ً
لأمرُّ شعرا ً بالظهيرة ِ
ثم ّ أختصر ُ
\
/
الفرار ْ
.
.

07 يوليو 2008


أعلى بقليل ْ

لنقل أنّك َ ما عدت صغيرا ً
ما الذي يكبر ُ ..
في الوقت و أطراف العقارب ْ ؟؟!!
ما الذي تحمل ُ في عينيك َ ..
كي تبصرَ موت الدربِ و احتفالات ِ الخرائب ْ
لم َّ من سعيِك َ
ما لم يرد ِ الحزن و روّض ْ ما تبقّى ( أن يعش وحده ُ ) ..
لن ينقصك َ الآخرُ رغم اكتمال الرغائب ْ
لنقل ْ .. أن ّ أيادِ الريح ِ لا تبصر ُ طعم َ التوت ِ
لا تحسم ُ أمر َ القطف ِ
من لذتكَ الـ تيأس ُ وهْي َ تحارب ْ
ربّما تعرف ُ في الليلِ خيوطا ً
و فقط ْ
تعرف ُ أثواب العناكب ْ

....

لنقُل ْ .. أنك َ سيّرت َ معاناتك َ في حافلة ِ العمر ِ
لنا
أنْ لا نلمسَ الحزن َ ..
و للبسمة ِ كرسيّين ِ مكسورين ِ
من خلفهما ..
الموت ُ راكب
أترى كم تتعرى
كم تتوازى ..
كم يساوي شسعُ ضلعيك َ ؟؟
لا أكثر َ من طرفة عين ٍ
فاخلع القلب َ .. توَقّف عن مجاراة انتظار ٍ مستحيل ٍ
و اذكر الله .. توَكّل ْ ..
قص ّ من وجهك َ أحلامَ المواهب ْ
لم تعد أنت َ كما أنت َ
و الأسئلة ُ الآن على رأسك تأكل ُ خبزا ً
و تجاوب ْ
لنقل ْ .. أنك َ حاولت و لكن ْ
كيف حاولت َ
و عزم ُ العيش غائب ْ
أنت غائب ْ
أنت َ سرّحت َ مياه العمرِِ
من عينيك َ و أغرقت المراكب ْ

03 يوليو 2008

لست وحدك

لست وحدك ْ
كل هذا القدر ِ الـ خلفك َ ضدّك ْ


كل ذنب ٍ عابر ٍ
يركض كالأفعى و يستحلب ُ جلدَك ْ


كل ّ كرسي ٍ توقّفتَ به ساعة حزن ٍ
فضّ من راحة ِ رجليك َ
سؤالا ً
و بقى يرقب ُ بعدَك ْ


لم تعد ْ بينك و الأشياء َ ما يُروى
مسافاتك َ بعض ٌ منك َ ..
و البعض جواب ٌ ..
لم يجب ْ نفسك َعمّن ظل ّ للراحة
يرثي فيك فقدَك ْ


تجدِ ُ الموقف َ لا يعنيك َ / أعلم ْ
ليس للإيمان ُ حدٌّ ..
قل لهم أنك َ حتما ً
لست َ وحدّك ْ


عندما تسمع خطوَ الموتِ يحدوك َ و لا شيء من الأبعاد ِ حدَّك ْ
عندما تقرأ ُ شعرا ً مستعارا ً ..
و إلى الأعماق شدّك ْ


و رصيف الدهر مملوء ٌ إلى آخره ِ
بعض ضفاف ٍ ..
غرقت ْ
بعض عيون ٍ لم تزل تسأل عنك َ ..
كيف حرّرت معانيك َ و أطلقت َ إلى الأنفاس ِ خلْدَك ْ


أيّها الناقص في التيه ِ ؟؟!!
كيف جاء الماء ُ عندَك ْ
لست وحدك ْ
أعرف الموت و لا تعرفني ..

02 يوليو 2008

إن كنت ِ لي


إن كنت لي ..
سأكون لونا ً أحمرا ً
و أظل ّ خطّا ً عابرا ً كل امتدادات الغروب ِ
ألفّني فوق الصباح شريطة ً
و أمدّني نحو الحياة ْ
إن كنت لي
سألوك أذرعة َ الزمان وراءها
كأبي ..
و أرفس عمري َ المدفون ِ بالكلمات ْ
و أطير مثل َ فراشة ٍ شرقيّة ٍ
الضوء يلهمها احتراقا ً
غير أن الإحتراق َ صلاة ْ
إن كنت لي
سيكون ُ ظلّي َ واحد ُ
سيكون عمري َ واحد ٌ
ستكون أشيائي الصغيرة َ فوق دولابي صديقا ً أخرا ً
و تكون كل قصائدي أفراخنا الـ ولدت ..
قبيل الحرب ِ
قبل َ نشوء الجند ِ في جبهاتنا
و الذكريات ْ
ستكون عينك ِ وحدها جيش الغزاة ْ
إن كنت لي
ستطير ُ أوراقي إليك ِ
و تنحني كعروسة ٍ
الصلح ُ ..
أجلى من مواجهة الرماة ْ
أو تنحني غصنا يمازح ُ في الظهيرةِ بعض أظفار القناة ْ
لا بأس َ أن أمشي على كفّي َّ
أمشي في حروفك ِ سالكا ً درب َ الخريف ِ ..ِ
و أنتهي حيث الشتاء ُ
و حيث يفقدني الحفاة ْ
إن كنت لي
سأحن ّ للموتى
و للأحزان ِ
و النهر ِ الفرات ْ
سأحن ّ .. للموسيقى و للتجوال في الطرقاتْ
سأحنّ أيضا ً
للشتات ْ

01 يوليو 2008




أنانية العباءَة ِْ

في الآونة الأخيرة جميعنا يسمع شعارَ الدفاع عن الستر المعروف بـ ( العباءة الزينبية ) وهو مصطلح ٌ دارج ٌ جدا ً لدى الأمّهات في النصيحة لبناتهن ّ , و عندما بحثت عن مصطلح العباءة في اللغة وجدته ُ : ( جمع ٌ من الأكسية ) كما ورد في لسان العرب ..

و على هذا كنت أتساءل مرارا ً عن علاقة ( العباءة الزينبية ) و التي تأخذ مخيلتنا مباشرة ً إلى أن السيدة زينب عليها السلام كانت ترتدي عباءة ً و إلحاح الكثير من النساء ِ على جعل هذا المصطلح عنوانا ً مقدّسا في الدفاع عن العباءة العرفية

ولهذا وددت طرح هذا الموضوع بشفافيّة ؟؟!!

لست هنا ضدّ العباءة و إنّما أنا ضد الشعار الذي لا يؤدّي دلالاته المطلوبة َ كما ينبغي , يشبُه أن تقول لأسد ٍ أنت قط ْ أو أن تأتي بحمامة ِ سوداء و تسمّيها حمامة سلام ..

و هذا المصطلح ِ النسويّ المتفشّي في مجتمعنا وجدت ُ الكثير من السلبيات له ُ أذكر ُ منها :

1/ أنانية ُ المحافظة على العرف ِ بوضع ( العباءة ) كشعار ٍ لا نجده ُ إلا في مجتمعنا القطيفي ..
2/ جعل السيدة زينب ( ع ) متعلّقة ً بالمظهر ِ و القشور ِ حيث جعل ( العباءة ) هي الأهم في الشعار بينما الأصل و الجوهر ُ في الحديث هو ( العفاف ) و رسالة الشعار المفترض أن تتضمن َ رسالة مباشرة لا دلالة ً بعيدة و غير مكتملة ِ الجوانب .
3/ تعليق آل البيت ( ع ) بشعارات تصبْ في غير المصلحة العامة و جعلهم أداة ً مستخدمة بيد العرف .

4/ تشويش الذهن ِ لدى الجيل الصاعد بالتساؤلات الكثيرة ِ حول كيفية و هيئة و شكل عباءة السيدة ِ زينب ( ع ) وكيفية الإقتداء بها بصورة غير واقعية تؤدي فيما بعد لعدم الثقة في الشعارات الدينية .

و على هذا أنا أشدّد كثيرا على عدم استخدام هذا المصطلح و طرح مصطلح ( العفاف الزينبي ) ليشمل جميع الدول ِ الإسلامية و يكون فضفاضا ً بحجم العباءة و أكثر ْ .. و لكي نكسِر َ أنانيّة العرف ِ التي تقف ُ لا تتوازى في كثير ٍ من الأحيان ِ مع الدين ِ و تنظر ُ له ُ كأداة ٍ لا أكثر في فعل ِ أمورها الشخصية .

تنعدم ُ الرؤية ُ قليلا ً


أرفق بي
.
.
أتحدّث معك َ وحدك
لا أتجرأ ُ على أكثر من الحديث ِ
.
.
أستفتحت ُ مرة ً أخرى فكان هو الحق ّ منك َ .. تفعل ُ بي ما أنت أهله ُ و لا تفعل بي ما أنا أهله ُ ..
فأنا أهل المعصية و الذنوب و انت أهل الصفح ِ و المغفرة

.
.
توَكّلت ُ عليك و من يتوكل عليك فأنت حسبه ْ